آخر الأخبار

الفرضية شرط ضروري في كل بحث علمي


الإشكال :هل الفرضية شرط ضروري في كل بحث علمي

المقدمةبعد انتصار المنهج الرياضي الاستنتاجي وجعله مكانة وميزان ومقعدا اولي لكل العلوم واختار لنفسه لغة كمية اصبحت مقياس جميع العلوم اذا قال عنها غاليلي **ان الطبيعة ذالك الكتاب المفتوح الذي لا يفهم الا بالغة الكم **ان نجاح الرياضيات جعل للعلوم المادية رغبة وقوة في شق عصا الطاعة عن الفلسفة الام مما حمل العلوم الاخرى على اختيار منهج لائق بها وبدايتها العلوم التجربية الاستقرائية التي اختارت لنفسها المنهج التجريبي الاستقرائي مما جعل للنمودج العلمي اربعة خطوات بدايتها الملاحظة-الفرضية-التجربة-القانون,الا ان جهود الباحثين كللت باحتدام شديد في الخطوة الثانية وهي الفرضية بين من جعلها خطوة ثابتة وجوهرية لكل بحث وباحث علمي ومن اعتبرها حائلا وجاجز يعيق مسار الباحثين فأي فرقة على وصواب
الموقف الاول :تذهب المدرسة العقلية الى القول والفصل في فرضية انها خطوة ثابتة وجوهرية واساس بل حجر اساس لكل بحث وباحث علمي ويعتبر الرائد التجريبي كلود برنارداكبر المدافعين عن الفرضية العلمية وقال عنها انها **حق مشروع**والبحث العلمي بدون فرضية يبقى سادجا لا معنى له ويقول أيضا ويقول أيضا **ان الفكرة هي التي تقودنا الى التجربة وتحكم عليها والتجربة بدورها تحكم على الفكرة **ويقول أيضا**الفرضية هي بداية لكل ابداع ولكل اختراع واليها ترجع كل مبادرة** ...اما **هنري بوانكاريه **فقد رفض كل من يريد استبعاد الفرضية في مجال البحث العلمي بل جعلها خطوة لازمة ومشروعة اذ يقول (ان الفرضية من غير تجربة عمياء والتجربة من غير فرضية جوفاء وسادجة) ويقول ايضا (ان كومة الحجارة ليست بيتا كما ان تجمع الحوادث ليس علما )و"كارل بوبر" يقول ان الفرضية تخمين جسور ومشروع قانون في كل بحث علمي
ان الملاحظة والفرضية جانبان لعملة واحدة ومن يسعى الى الفصل بينهما فانه بعيدعن مقياس البحث العلمي الصائب
المناقشة:ان للفرضية دور فعال في البحث العلمي لكن الكثير من الفرضيات قد يكون حائلا اما قدرة الباحثين والكثير من الفرضيات بعيدة عن الواقع وتكون نتاج لجموح وشطحات الخيال لا يمكن تطبيقها او لمسها على ساحة ارض الواقع ويكون وهم وهلوسة وخيال الباحثين اكثرهم يهتمون بما يجب ان يكون والعلم يهتم اكثر بما هو كائن ثم الطغيان واستبداد الذاتية في الخيال جعل الموضوعية والنزاهة العلمية غائبة
الموقف الثانييذهب جانب من النزعة التجربية الى القول بأن الفرضية حائل وحاجز عامي يقف امام مسار الباحثين ودعو الى استبعادها عن المنهج التجريبي وعلى رأسهم استاذ **كلود برنارد***مجندي**القائل لتلاميذه (اذا دخلت مخبرك فضع قبعتك على باب مخبرك)وكان يقد الافكار المسبقة كما ان **اسحاق نيوتن**رفض الافراط من الفرضيات حتى لا تغيب وتشوش دهن الباحث اذا يقول (اني لست مستعد لبناء نظري على فروض) اما **فرنسيس بيكون** فقد دعا الى ترك الظاهرة تنساق لوحدها في حرية وتظهر لنفسها ولا نعطلها بالفرضيات ويدعم رأيه رائد الاستقراء ومؤسسه **جون ستوارت مل**القائل والرافض للفرض العلمي واستبدله بخطوات الاستقراء الاربعة وقال (الطبيعة ذالك الكتاب المفتوح ولادراك القوانين عليك اطلاق العنا لحواسك اما عقلك فلا)اما خطوات الاستقراء التي استبدل بها (جون ستيوارت مل )الفرضية هي اربعة
1-
التلازم في الحضور
2-
التلازم في الغياب
3-
طريقة التغيير النسبي
4-
طريقة البواقي
التي تقوم على مبدأ السببية
بنى(جون ستيوارت مل) الاستقراء على عصب المبادئ العقلية وهو مبدأالسببية وابح هو محرك وجوهر الاستقراء واكثر من ذالك هذا المبدأ السببية مع ارسطو والذي قال بأن السبب الكافي ينتهي الى علة نهائية *(الله المحرك الذي لا يتحرك)*وقسم العلل الى اربعة اقسام
1-
العلة الصورية
2-
العلة المادية
3-
العلة الفاعلة
4-
العلة الغائية
التركيب : صحيح انا الاستقراء التركيبي دورا لا يستهان به في توجيه الحواس واعطائها يغة علمية مطلقة وما يعاب على الاستقراء هو تغييب العقل الفعال لان البحث في غياب اعمال العقل الفعال يخلو تماما من قواعد اللياقة الاكادمية للعلم يقول الفيلسوف ذا النزعة الانفالية في كتابه ((الثورات العلمية ))والقطيعة الاستيمولوجية *غاستون باشلارد**ان الفرض الفاشل يساعد على انشاء الفرض الناجح مع توجيه العقل
الخاتمة :ان الفرض العلمي شرط ضروري لكل بحث وباحث علمي والقول باستبعاده يرفضه العلم واساليب اللياقة الاكاديمية للبحث الجاد ولا يمكن الاستغناء عنه ولا استبداله لانه مشروع قانون في كل بحث تجريبي .

ليست هناك تعليقات

إذا لم تجد عما تبحث عنه اكتبه بعد التعليق وستجده مرة أخرى إن شاء الله و تأكد ان تعليقك يهمنا...