آخر الأخبار

راسم : 1300-1379هـ 1883-1959م


راسم : 1300-1379هـ 1883-1959م


هو عمر راسم بن علي بن سعيد بن محمد البجائي يتصل نسبه بقبيلة
صنهاجة ولد بالجزائرالعاصمة يوم الثلاثاء 5 ربيع الأول 1300 ه،
الموافق 1883 م دخل آتّاب بابا عثمان بالعاصمة فحفظ القرآن الكريم وهو لم
يتجاوز بعد السابعة من عمره . وقد ظهرت عليه في هذه المرحلة مخايل
النبوغ والنجابة ونظرا لحفظه الجيد وأدائه الدقيق ، عيّنه المفتي بوقندورة
حزابا بالمسجد وهو في الثانية عشرة من عمره .
وقد جمع إلى حفظ القرآن بعض الدروس القليلة التي أخذها في النحو
عن الشيخ محمد بن المصطفى ، ثم دخل المدرسة الثعالبية فقضى فيها سنة
واحدة ، آما أخذ بعض الدروس في اللغة الفرنسية في مدرسة الشيخ فاتح
بالعاصمة . وبعد ذلك اعتمد على نفسه في تحصيل العلم ، وانقطع للمطالعة
باللغتين العربية والفرنسية حتى تضلع فيهما واجتمعت له ثقافة موسوعية
جعلته يستوعب مايجري حوله من أحداث وتطورات عالمية . فاعتنق الأفكار
الاصلاحية منذ صباه ، وتفاعل مع القضايا الاسلامية ، وتعرّف عن قرب على
المطامع اليهودية والحرآة الصهيونية فتنبّه لخطرها وهو في مقتبل العمر ، و
آتب عنها مقالات غاية في العمق والدقة والتحليل الصائب نشرها في
جريدتي <<المرشد>> و << مرشد الأمة >> التونسيتين .
وفي عام 1908 أصدر مجلة << الجزائر >> التي تعدّ أوّل مجلة عربية
بالجزائر يصدرها جزائري ، ولم يصدر منها سوى عددين بسبب المشاآل
المادية وفقدان المطابع . وفي فيفري 1913 ، اشترك مع عمر بن قدور
الجزائري (ت 1351 ه 1932 م) في تأسيس جريدة << الفاروق >> ،
التي انفرد بها ابن قدور فيما بعد .
بعد ذلك أنشأ جريدة << ذو الفقار >> في أآتوبر 1913 تحت إسم
مستعار هو << ابن المنصور الصنهاجي >> وعلى منبرها آان يدعو إلى
الاصلاح على طريقة محمد عبده . وقد أوقفها الاستعمار لهذا السبب متعللا
بقيام الحرب العالمية الأولى لذلك فلم يصدر من << ذو الفقار >> سوى أربعة
أعداد .
وعلى الرغم من آلّ الاضطهادات والمضايقات التي صبّها عليه
الاستعمار الفرنسي ، والفشل الذي منيت به جهوده الصحفية ظلّ
قلمه الثائر الصريح بنشر أفكاره في صحف عربية وفرنسية آثيرة
منها << الحق الوهراني >> و << المرشد >> و << مرشد
الأمة >> و << النجاح >> و << المباحث >> و << السعادة >> و <<
هنا الجزائر >> .
وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى زج به الفرنسيون في السجن
ليلة عيد الفطر المبارك الموافق ل 13 أوت 1915 ، وحكموا عليه بالسجن
المؤبد في 6 نوفمبر من السنة نفسها ، ثم روجعت قضيته بعد تدخل بعض
الوطنيين وبعض الأحرار الفرنسيين ، فأطلق سراحه عام 1921 . وآانت
التهمة التي وجّهت إليه والتي قضى بسببها سبع سنين في سجن برباروس
الرهيب أن إدارة البريد الانجليزي في مصر ضبطت رسالة موجّهة من الجزائر
إلى مدير جريدة << الشعب >> المصرية لتنشرها موقعة بإمضاءات آثير من
الجزائريين وفيها استنهاض لهمم المسلمين وتحريضا لهم على
التمسّك بالخلافة الاسلامية وعدم إعانة الأعداء في الحرب .
وقد لاقى عمر راسم في السجن أهوالا آثيرة ومحنا شديدة فخرج منه
محطّما متشائما ، منطويا على نفسه ، فتفرغ بعدها للرسم والخط العربي ،
وبرع في هذا الميدان مما أهّله لأن يختار هو وأخوه محمد راسم للتعليم في
مدرسة تعليم فن التصوير والزخرفة العربية والشرقية عام 1931 ، وقد آان
يدرّس فيها الخط العربي والزخرفة والمنمنمات وواصل في الوقت ذاته
آتابة المقالات في الصحف وإذاعة الأحاديث في الإذاعة ، إلى أن وافته المنية
بعد مرض خطير عذّبه آثيرا حيث أصيب بسرطان في الحنجرة عانى منه آلاما
مبّرحة وطويلة . وفي يوم الجمعة 13 فيفري 1959 أسلم روحه إلى بارئها ،
ودفن بمقبرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي بالعاصمة . من مؤلفاته << تراجم
علماء الجزائر >> ، ومقالات آثيرة في الاصلاح والاجتماع والسياسة والفن .
ومن آثاره في الدراسات القرآنية << تفسير القرآن الكريم >>
الذي آتبه في سجن برباروس في الزنزانة رقم ( 40 ) ، وقد آان عمر راسم
مهتما اهتماما آبيرا بالقرآن الكريم ، حيث قضى حياته مداوما
على مراجعته ، معنيا بتجويده ، عارفا لقواعده وقراءاته.
قال عنه محمد السعيد الزاهري وعن تفسيره : << إنه رجل من أبرّ
الناس بالاسلام ، ومن أآثرهم علما به ... وقد فسّر الجزء الأول من القرآن
الكريم تفسيرا إذا أنت قرأته عرفت أن العلم موهبة يهبها الله من يشاء من
عباده >> . ومن آثاره أيضا آتابته للمصحف الشريف بخطّه الجميل
. ( والذي طبع بمطبعة رودوسي( 1



1) معجم أعلام الجزائر ، ص 234 ، الاسلام في حاجة إلى دعاية وتبشير ، ص 34 ، عمر راسم المصلح )
الثائر ، ص 14 ، وما بعدها الثقافة ، ع 30 ، ديسمبر ، جانفي 1976 ، وع 34 ، أوت ، سبتمبر 1976 .تاريخ
الصحافة العربية ، ج 4 ، ص 262 ، 760 ، الصحافة العربية نشأتها وتطورها ص 223 ، مجلة كلية
. الآداب الجزائرية ، ع 1964 ، 1 ، تقويم الأخلاق ، ص 48 ، حياة كفاح ، ص 52




ليست هناك تعليقات

إذا لم تجد عما تبحث عنه اكتبه بعد التعليق وستجده مرة أخرى إن شاء الله و تأكد ان تعليقك يهمنا...