آخر الأخبار

ابن زاغو: 782- 845هـ 1380 -1441م

ابن زاغو: 782- 845هـ 1380 -1441م

هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المغراوي التلمساني
الشهير بابن زاغو من بيت علم وتقوى وصلاح ، وسليل عائلة عريقة في
الفضل والسؤدد. ولد بتلمسان عام 782 ه ، وفيها نشأ وتعلم ، وأخذ عن
آبار فقهائها وعلمائها مثل أبي عثمان سعيد العقباني (ت 811 ه  1408 م)
، وأبي يحي الشريف (ت 826 ه 1423 م) وغيرهما . وقد نبغ في
التفسير ، والحديث والفقه والعربية والحساب والتصوّف .
آان مفسّرا بارعا ، محدّثا ، فقيها من آبار علماء المالكية في وقته ،
أصوليا منطقيا صوفيا ،زاهدا ، دمث الأخلاق ، حسن العشرة .
تصدّر للتدريس بالمدرسة اليعقوبية التي بناها السلطان أبوحمّو الثاني
أآبر سلاطين بني عبد الواد . وآان يخصص لكل فصل جملة من العلوم ،
فيدرّس التفسير والحديث والفقه في الشتاء ، والعربية والأصول والبلاغة
والحساب والفرائض والهندسة في الصيف ، ويفرد يومي الخميس والجمعة
من آلّ أسبوع لقراءة التصوّف وتصحيح تآليفه .
من تلاميذه يحي بن يدير ، ويحي بن ادريس المازوني (ت 883 ه
1478 م) صاحب النوازل ، ومحمد بن عبد الجليل التنسي (ت 899 ه
1494 م) و أحمد بن زآري (ت 899 ه  1494 م) ، وابنه محمد بن أحمد
بن زاغو وغيرهم . ومن أشهر هؤلاء التلاميذ علي بن محمد القلصادي (ت
891 ه  1486 م) الذي قصده عند دخوله تلمسان عام 840 ه ولازمه
طيلة مقامه بها ، وانتفع به آثيرا ، وذآره في رحلته المسماة <<
تمهيد الطالب ومنتهى الراغب إلى أعلى المنازل والمناقب >> وأثنى عليه
فقال : << شيخنا وبرآتنا الفقيه الامام المفتي المصنف المدرّس المؤلف أعلم
الناس في وقته في التفسير ، وأفصحهم في التعبير ، أخذ بمذهب الامام مالك
وفاق على نظرائه وأقرانه في دلائل السبل والمسالك ، إلى سبق في الحديث
والأصول وقدم راسخة في التصوّف ، مع الذوق السليم ، والفهم المستقيم
وبه يضرب المثل في الزهد والعبادة ، وعند آلامه تقف الفتيا في الأذآار
والإرادة ، مقبل على الآخرة معرض عن الدنيا ، عار عن زخرفها ، إلا ما
يتخذه من ثوب حسن أو هيئة فيها جمال ، أآرمه المولى
بتلاوة القرآن ، وشرّفه بملازمة قراءة العلم والتصنيف والتدريس
والتأليف له نسب أشهر من الشمس في السماء وحسب آاتساق عقد
النجوم في نحر الظلماء ، وخلق أندى من الزهر وأسوغ
من الماء ونزاهة الهمّة العالية والمشارآة للخاصة والعامة من هذه
الأمة مع ايثار الخلوة وإجابة الدعوة ولما رأيت نجاح دعواته وصلاح حالي
بالتماس برآاته لازمته وترددت إليه فكنت أجد في مجالسته
فوائد تنسي الأوطان وأرد من بحر فيضه مايحي به الضمآن >> .
من مؤلفاته : << منتهى التوضيح في عمل الفرائض من الواحد
الصحيح >> استوفى فيه طريق القرشي ، واستنبط أشياء ظهرت له ولم
يسبق إليها و << اختصار منتهىالتوضيح >> ، وشرح << التلخيص >>
لوالده ، وشرح التلمسانية >>في الفرائض وشرح حكم ابن عطاء
الله،وشرح<< لطائف المنن >> وشرح تأليف أبي يحي الشريف على
المغفرة ، وشرح << الاحياء >> ومختصره للبلالي ، وشرح أقضية
مختصر خليل ، وشرح ابن الحاجب الفرعي وبعض الأصلي .
من آثاره في التفسير :<< مقدمة في التفسير >> و<<خاتمة في
التفسير>> سماها << التذليل في ختم التفسير >> و << تفسير سورة
الفاتحة >> قال عنه ابن مريم << في غاية الحسن آثير الفوائد >> .
توفي بالطاعون عصر يوم الخميس 14 ربيع الأول عام
845 ه ، وصلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة بالجامع
الكبير وشهد جنازته جمهور غفير من الخاصة والعامة وحزنت
. ( تلمسان لفقده ، ودفن في عين وانزوتة بطريق العباد( 1


1)  معجم أعلام الجزائر ص 156 ، البستان ، ص 41 ، تاريخ الدولتين ، ص 140 ، توشيح الديباج ، ص 62 )
، الثبت للبلوي ، ص 425 ، 313 ، 105 ، الحلل السندسية ، ج 1 ، ص 655 ، و ج 2 ، ص 197 درة الحجال
ج 1 ، ص 63 ، مجلة دعوة الحق ، س 16 ، ع 3 ، ص 159 ، رحلة القلصادي ، ص 102 47 ، 32 ، لقط
، الفرائد ، ص 250 ، نيل الابتهاج ،ص 118 ، الفكر السامي ، ج 2 ، ص 257 ، شجرة النور ج 1 ، ص 254
أعلام المغرب العربي ، ج 5 ، ص 34 ، معجم المفسرين ، ج 1 ،ص 72 ، تعريف الخلف ج 1 ، ص 46 ، المعيار

. المعرب ، صفحات عديدة ، الأعلام ج 1 ، ص 227

ليست هناك تعليقات

إذا لم تجد عما تبحث عنه اكتبه بعد التعليق وستجده مرة أخرى إن شاء الله و تأكد ان تعليقك يهمنا...