آخر الأخبار

التنسي : ؟ -899هـ ؟ -1494م

التنسي : ؟ -899هـ ؟ -1494م


هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي( 12 ) أصلا
التلمساني دارا . نشأ بتلمسان وأخذ عن علمائها من أمثال الفقيه الأصولي
المفسر المحدث محمد بن مرزوق الحفيد (ت 842 ه 1442 م) ،
والفقيه الأصولي المجتهد قاسم بن سعيد العقباني (ت 854 ه 1451
م) ، والإمام الأصولي محمد بن النجار التلمساني (ت 846 ه
1442 م) ومحمد بن إبراهيم بن الإمام (ت 846 ه 1442
م) وأحمد بن زاغو التلمساني (ت 845 ه 1441 م) والحسن بن
مخلوف الشهير بأبرآان (ت 857 ه 1453 م) ، ومحمد بن العباس
التلمساني (ت 871 ه 1461 م)، آما صاحب الولي إبراهيم التازي
(ت 866 ه 1461 م) وغيرهم.
آان مقرئا، حافظا ، محدثا ، مؤرخا ، فقيها ، أديبا شاعرا له مشارآة
في علم التفسير من أآابر علماء تلمسان . وقد اشتهر باسم الحافظ التنسي
لعنايته الشديدة بحفظ الحديث وروايته . وآانت له مكانة مرموقة بين
معاصريه.قال عنه الشيخ أحمد بن داوود الأندلسي حين خرج من تلمسان
وسئل عن علمائها (نيل الابتهاج ، ص 573 ) : " العلم مع التنسي ،
والصلاح مع السنوسي والرئاسة مع ابن زآري".
من أشهر تلاميذه : أبو عبد الله محمد بن صعد (ت 901 ه 1496 م)
وابن مرزوق السبط ، وأبو القاسم الزواوي (ت 922 ه 1516 م) ،
وعبد الله بن جلال ومحمد بن العباس الصغير الذي قال عنه (نيل
الابتهاج ، ص 573 ) : " لازمت مجلس الفقيه العالم الشهير سيدي التنسي
عشرة أعوام وحضرت إقراءه تفسيرا وحديثا وفقها وعربية وغيرها" ،
وأحمد بن داوود الأندلسي وأحمد البرنسي الشهير بزروق (ت 889 ه 1484
م) .
له تآليف آثيرة أشهرها آتاب" نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني
زيان ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان" وهو آتاب في تاريخ
دولة بني زيان وأشهر ملوآها ، وقد قام بتحقيقه محمود بوعياد . وله أيضا


12 ) تنس : مدينة ساحلية من أقدم المدن الجزائرية ، تقع على بعد 204 كم غرب العاصمة الجزائرية على ساحل )
البحر الأبيض المتوسط. أسسها الكنعانيون القرطاجيون ، ثم اتخذ منها الرومان مستعمرة لهم فخربها البربر في
الثورة الكبرى ، ثم أعاد مهاجرو الأندلس تخطيطها وسكنوها ، ونبغ فيها علماء كثيرون اشتهروا في مختلف
العلوم ، وقد دخلت تنس تحت حكم الدولة الفاطمية وبعدها الدولة الحمادية ، ثم الدولة المرابطية والدولة
الموحدية ثم دولة بني عبد الواد ، ثم حكمها الأتراك، واحتلها الفرنسيون عام 1843 . تشتهر تنس بحماماتها
المعدنية وبقايا السور البربري وبعض الصهاريج .



<< راح الأرواح فيما قاله أبو حمو وقيل فيه من الأمداح >> و << فهرست >>
بأسماء مشايخه .
آما نقل له الونشريسي فتاوي عديدة في << المعيار >> لعل
أشهرها جواب مطول بشأن قضية يهود توات التي أثارها معاصره
محمد بن عبد الكريم المغيلي (ت 909 ه 1503 م) . وفي هذه القضية
أظهر التنسي شجاعة نادرة في قول الحق ، ولم يخش في موقفه ذلك لومة
لائم ، وقد أثنى عليه معاصره محمد بن يوسف السنوسي الذي قال عنه (نيل
الابتهاج ، ص 573 ) : << لقد وفق لإجابة المقصد وبذل وسعه في تحقيق
الحق وشفى غليل أهل الإيمان في المسألة ، ولم يلتفت لأجل قوة إيمانه
ونصوع إيقانه إلى ما يشير إليه الوهم الشيطاني من مداهنة بعض من تتقى
شوآته ويخشى وقوع ضرر منه سوى الشيخ الإمام القدوة علم الأعلام العالم
الحافظ المحقق أبو عبد الله التنسي جزاه الله خيرا فقد مد باعه
في إبانة الحق و نشر أعلامه وأطال النفس وحقق نقلا وفهما و
بالغ في ذلك حتى أبدى من نور إيمانه الماحي ظلمات الكفر أعظم قبس
وله تعليق على ابن الحاجب الفرعي .
من آثاره في القراءات : << الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام
نافع >> و << الطراز في شرح ضبط الخراز >> وهو شرح لقسم من
أرجوزة الخراز في ضبط القرآن وهي بعنوان << موردالظمآن في رسم
أحرف القرآن >>( 13 ) لصاحبها محمد بن ابراهيم الشريشي المعروف بالخراز
وتقع في 154 بيتا في ضبط القرآن ، و 454 بيتا للرسم . وقد شرح التنسي
القسم الخاص بالضبط ومطلع مورد الضمآن :
الحمد لله العظيم المنى ومرسل الرسل بأهدى السنى
وقد بدأ التنسي شرحه بعد الحمد والصلاة على الرسول صلى الله
عليه وسلم بقوله : << وبعد فإني لما رأيت من تكلم على ضبط الأستاذ أبي
عبد الله الشريشي الشهير بالخراز وجدتهم بين مختصر اختصارا مخلا
ومطول تطويلا مملا فتاقت نفسي إلى أن أضع عليه شرحا متوسطا يكون
أبسط لقارئه وأقرب لفهم طالبه فشرعت فيه مستعينا بالله تعالى
وسميته بالطراز في شرح ضبط الخراز ....>> وآان أول بيت
شرحه التنسي هو قول الخراز:
هذا تمام نظم رسم الخط وها أنا أتبعه بالضبط

13 ) مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن : نظم لأبي عبدالله محمد بن محمد الأموي الشريشي الشهير بالخراز )
وهو إمام ، فقيه ، من كبار علماء القراءات (ت 718 ه 1318 م) . وله أيضا ( عمد البيان) و ( شرح على
الحضرمية ) و( شرح على البرية ) .


وقد استهل شرحه بتعريف علمي الرسم والضبط والتمييز
بينهما فقال : << وهو ( أي الخراز ) يتكلم عليها ( أي المصاحف ) بوجهين
أحدهما ما يرجع إلى بيان الزائد والناقص ، والمبدل وغيره والموصول وغيره
وهو المسمى بعلم الرسم وفيه نظم المؤلف ما تقدم ، والموجه الثاني مايرجع
إلى علامة الحرآة والسكون والشد والمد والساقط والزائد وهو المسمى بعلم
الضبط ، وفيه نظم المؤلف هذا الذي تكلم عليه >> .
وهذا الكتاب الذي ألفه التنسي في علم القراءات متداول عند المقرئين
في المغرب الإسلامي ، وتوجد منه نسختان بالمكتبة الوطنية بالجزائر
تحملان رقم 390 و 391 وتوجد منه نسخ آثيرة بالخزانة الحسنية
، 5274 ، 3909 ، 3007 ، 4582 2798، بالرباط تحت أرقام : 1096
. (14) 9957 ،6788 6059 ، 6021 ، 5458

 14 ) تاريخ الأدب الجزائري ، ص 228 ، 226 ، نظم الدر والعقيان. المقدمة درة الحجال ، ج 2 ، ص 142 )
البستان ، ص 248 ، نيل الإبتهاج ، ص 572 ، الضوء اللامع ، ج 8 ، ص 120 ، دليل مؤرخ المغرب ، ص
168 ، معجم المطبوعات ، ص 643 ، فهرس الفهارس ، ج 1 ، ص 267 ، الأعلام الزركلي ، ج 7 ص
116 ، برنامج المكتبة العبدلية من فهارس جامع الزيتونة ، ج 1 ، ص 145 ، شجرة النور ،ص 267
تاريخ الأدب العربي ، ج 6 ، ص 680 ، معجم أعلام الجزائر ، ص 85 ، أزهار الرياض ، ج 1 ،ص 243
244 ، بروكلمان ، ج 2 ، ص 313 ، والملحق : ج 2 ، ص 341 ، معجم المؤلفين ، ج 10 ، ص 126
205 ، كشف الظنون ، ص 1109 ، مجلة الثقافة ع 44 و 47 و 49 ، فهرس فهارس الخزانة الحسنية ،
مج 6 ، تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 1 ، ص 114 نفح الطيب ، أنظر فهرسته . المستشرقون ، ص 206 ، دائرة
المعارف الإسلامية ، مج 5 ، ص 498 ، الحلل السندسية ، ج 1 ، ص 696 ، توشيح الديباج
. ، ص 270 تعريف الخلف ، ج 1 ، ص 164

ليست هناك تعليقات

إذا لم تجد عما تبحث عنه اكتبه بعد التعليق وستجده مرة أخرى إن شاء الله و تأكد ان تعليقك يهمنا...