التغير الاجتماعي
مقدمـة :
تمر المجتمعات بتغيرات
مختلفة من حيث العناصر الثقافية التي تتناولها ومن حيث معدل سرعتها ولعل مرد ذلك
يعود الى توفير وسائل الاتصال المختلفة بين ارجاء العالم , الى جانب التقدم العلمي
الذي اعان على اتغلال البيئات الطبيعية وتسخيرها لخير البشرية , فليس هناك ثابت
مطلق في العلاقات الاجتماعية وبالتالي في المجتمعات فالفكرة السائدة ان كل شيء
يتغير في في المجتمعهو تغير اجتماعي فالتغير ظاهرة طبيعية تخضع لها كل نواميس
الحياة ,الامر الذي دفع البعض الى القول بانه ليست هناك مجتمعات وانما هناك عمليات
اجتماعية وتفاعلات في تغير مستمر ويحدث هذا التغير في التراث الاجتماعي عندما
تتداخل عناصر جديدة في الحياة الناس ولا يحدث التغيير في ظواهر المجتمع المختلفة
بنسب واحد ولكنها تختلف من ظاهرة الى اخرى ومثال على ذلك :انه قد تندفع جماعات في
التغيير اكثر من غيرها , وقد يتطرق بعض الافراد في هذا التغير , ومن الملاحظ ان
العناصر المادية في التراث الاحتماعي تكون اسرع من غيرها في التغير كالعناصر
المعنوية الغير المادية اي ( الثقافية ) فيعرف ذلك باسم التخلف الثقافي .
ومن اهم الموضوعات
التي يركز عليها علم الاجتماع موضوع التغير الاجتماعي وكيفية تفسير علماء الاجتماع
هذا التغير ؟ وماهي المفاهيم والتصورات التي يستخدمونها عند دراسته وهل يحدث نتيجة
وجود عامل واحد , او مايعرف بالعامل الاوحد لظهور عامل التغيير وما مستويات التغير
التي تحدث في المجتمعات الحديثة هذا بالاضافة الى معرفة اهم النظريات السوسيولوجية
او الاجتماعية تلك اهم الموضوعات والقضايا والتساؤلات المطروحة للاجابة عليها من
خلال تناولنا في بحثنا الموجز لقضية التغيير الاجتماعي للمنضور علم الاجتماع .
المبحث الاول:التغير
الاجتماعي ( تعريفه , أنواعه , عوامله )
المطلب الاول:
تعريفـه :
لاتزال مشكلة تحديد
المفاهيم ووضع التعريفات المميزة في علم الاجتماع من اهم الصعوبات التي تواجه
المهتمين لهذا العلم وهذا ما ينطق عموما على العديد من العلوم الاجتماعية الآخرى
وترتبط هذه المشكلة بطبيعة التباين والاختلاف بين المختصين في هذا العلم ونوعية
القضايا الاساسية التي يطرحوها للمناقشة والتحليل وتباين وجهات النظر المفسرة لها
والمناهج أو الطرق المنهجية وجمع البيانات التي يستخدمها العلماء عند دراسة هذه
الموضوعات وإن كان ذلك لا ينفي على الاطلاق وجود مشتركة أو شبه إتفاق حول عدد من
المفاهيم والتعريفات التي يتفق حولها علماء الاجتماع عند درتستهم لقضية التغير
الاجتماعي مثل غيرها من القضايا والموضوعات التي يهتمون بدراستها وتحليلها على أى
حال سوف نوضح أهم التعريفات المميزة للتغير الاجتماعي
يوضح انطوني سميث في
كتابه المميز عن التغير الاجتماعي أن عملية وضع تعريفات وتحديدها لا تتضح أو تفسر
إلا من خلال استخدامها ولهذا أن نوضح أولا أن دراسة ظاهرة التغيير سواء اكانت
اجتماعية أو تاريخية وهذا ما يجعل حدوث نوع من الغموض والتداخل حول وضع تعريف مميز
للتغير الاجتماعي ويتضح من التعريف سميث السابق اتساع هذا المفهوم وتأكيده على
استمرارية هوية العنصر الذي يحدث فيه التغير وهذا ما يجعل تعريفه إلى حد ما يتجاهل
إضفاء بعض العناصر المكونة للشيء الذي يحدث فيه التغير من ناحية لأو حدوث تعديلات
أو عمليات احلال لبعض هذه العناصر بأنواع جديدة منها ومن ناحية آخرى سقوط
الامبراطورية الرمانية ثم احلالها في الغرب بمجموعة من الممتلكات القبلية وذلك بعد
عام 476م كما يوجد بعض التعريفات السوسيولوجية المميزة الآخرى التي تتشابه مع
تعريف سميث السابق وذلك من حيث تأكيدها على حدوث التغير واستمرارية على مكونات
العناصر أو الظواهر .
المطلب التاني:
انواعه :
من الممكن ان يحدث
التغير في امة من الامم دون جهد مقصود من جانب المؤسسات الاجتماعية التي تعد
المدرسة احداها الا ان مثل هذا التغير يكون بطيئا وغير منتظم فتحقيق التغير
المنتظم لا يتم دون خطة مرسومة تتآزر المؤسسات المختلفة في العمل من اجل تنفيذها
وبذلك يمكن تجنب ما قد تؤول اليه الحال اذا ساءت الامور دون توجيه.والتغير
الاجتماعي قد يكون بطيئا وخاصة في المجتمعات البدائية ذات العلاقات المحدودة أو
المجتمعات المنعزلة جغرافيا واجتماعيا وحضاريا وهذا النوع من التغير يصعب إدراكه
في فترة قصير من الزمن و النوع الثاني من التغير يمكن ان يحدث بشكل تدريجي وهادئ
ان المجتمع الذي لايتغير يكون شاذا . وقد حدث التغيير التدريجي في العديد من
الاقطار العربية بعد حركة الاستقلال في منتصف العشرين اما النوع الثالث من التغيير
فهو الثوري العنيف وغالبا ما يكون مصا حبا لثورة تعمل على إحداث تغيرات جذرية في
الملكية . والعدات والتقاليد والقيم وتعليم ومن هذه الثورات التي عملت على ظهور
تغيرات جذرية في وطننا العربي ثورة 23 يوليو 1952 في مصر والتي غيرت من توزيع
الملكية وعملت على ظهور طبقات اجتماعية جديدة ونشرة التعليم على نطاق واسع بعد أن
كان محصورا على فئة معينة وأنشأت قاعدة صناعية مما ادى ظهور طبقة عمالية ضخمة وهذا
النوع من التغير يكون سريعا ويمكن إدراكه بسرعة.
المطلب الثالث : عوامله
هناك الكثير من
العوامل تتظافر معا وقد تحدث في المجتمعات عددا من الوان التغير في الوسائل
والادوات والاساليب التي يستخدمها في معيشتهم كأفراد وجماعات ومن هذه العوامل
التحدي البيئي : إن
الإنسان يبذل كل ما في وسعه لمواجهة التحدي البيئي للوصول الي التوافق بينها وبين
طبيعته البيولوجية وعملية التوافق هذه في حركة مستمرة لانه يقع بين الحين
والاخرفريسة لهذه البيئة وقسوتها
التقدم العلمي:ان تقدم
العلوم وتطبيقها تطبيقا علميا واسعا في جوانب الحياة المختلفة يؤدي الى استكشافات
واختراعات تستخدم في شؤون الحياة
التبادل التجاري:ان
التبادل التجاري يترتب عليه استخدام منتجات وادوات ووسائل مختلفة في شؤون الحياة
العامل السكاني:يعتبر
العامل السكاني مهما في التغيرمن حيث زيادة السكان وارتفاع مستوى التعليم بينهم
الثورات والحروب:تعمل
الثورات الداخلية على الاسراع في عملية التقدم والتغييرفي العديد من المبادئ والافكار
التي كانت منتشرة في المجتمع لفترة طويلة
واستبدالها باخرى جديدة
الاستعمار العسكري
والثقافي:ان هذا النوع من الاستعمار له اثر كبير في التغيير فتعمل الدول المستعمرة
على نشر ثقافتها وعاداتها وتقاليدها على افرادالبلاد المستعمرة من اجل تحقيق
العديد من اهدافها واحداث تغييرفي هذه البلاد
سهولة اتصال المجتمع
بعدة مجتمعات اما بحكم الجوار او بحكم استخدام وسائل المواصلات الحديثة والسريعة
وما يترتب على ذلك من زيارات ورحلات او هجرات مما ادى الى التغير في عادات الناس
وفي اتجاهاتهم النفسية وفي انماط سلوكهم
الاتصالات الفكرية مع
المجتمعات الاخرى عن طريق الصحف والمجلات والكتب
المبحث الثاني :
نظريات و مستويات ومعوقات التغير الاجتماعي
المطلب الاول :
نظرياته :
ارتبطت دراسة التغير
الاجتماعي بجهود علماء العلوم الاجتماعية عامة وعلم الاجتماع على وجه الخصوص
ولاسيما بعد ان تناولت النظريات السوسيولوجية دراسة التغير الاجتماعي . كما اصبحت
هناك نظريات مميزة ويطلق عليها بنظريات التغير الاجتماعي وأصبحت هذه النظريات
بمثابة الاطار التصوري الذي يواجه الباحثين والمتخصصين عند دراستهم لقضية التغير
الاجتماعي من الناحية النظرية او الواقعية ومن ناحية اخرى ان دراسة التراث علم
الاجتماع وتنوعه وتعدده خلال القرنين الماضيين يكشف لنا عن مدى الكم الهائل من
التراث الفكري الذي يعزز من القيمة العلمية والعملية لعلم الاجتماع ولاسيما في
السنوات الاخيرة ومن هذا المنطلق جاءات عمليات التصنيفات لهذا التراث النظري
والميداني أمرا ضروريا ومهما من أجل سهولة التعرف على النظريات السوسيولوجية التي
ارتبطة بدراسة التغير الاجتماعي ومن أهم تصنيفات هذه النظريات نذكر :
أولا : النظريات
الخطية :
بدأت هذه النظريات
تحليلاتها منذ ان اهتم الرعيل الاول من علماء الاجتماع بدراسة قضايا المجتمع
الصناعي الحديث ولما عالجو قضية التغير والتطور المستمر الذي طرأت على مكونات
البناء الاجتماعي ونظم مؤسساته المختلفة وجاءت هذه التحليلات متمثلة في كتابات
اوجست كونت وسبنسرويمكن توضيح افكار هؤلاء العلماء عن التغير الاجتماعي طبقا
لتصنيفهم للنظريات الخطية كما يلى:
اوجست كونت : تأثرت
كتاباته بتحليلات المدرسة الفرنسية ولاسيمة تصورات كل من سان سيمون و كوندر سيه
وغيرهم من الذين اكدو على حتمية تقدم البشري كما ان كل مرحلة من مراحل النمو
والتطور تعتبر اكثر نضجا وفكرا من المراحل السابقة عليها وهذا ما جعل كونت يؤمن
بعملية تجزئة التاريخ الانساني أو تاريخ المجتمعات البشرية الى عدت مراحل سعى فيها
الى توضيح عمليات التقدم أو التغير كما حدد هذ المراحل في ضوء قانون التقدم اسماه
بقانون المراحل الثلاث وهي المرحلة اللاهوتية وكان العقل البشري متفرغا تماما
للتفكير في النواحي الغيبية والبحث عن تفسير الأ شياء بصورة غير علمية اما المرحلة
الميتافيزيقية تعتبر مرحلة من التقدم البشري والتطور الأجتماعي الذي سعى فيه الجنس
البشري للتفكير في ما وراء الطبيعة كمحاولة منه لتعقل الاشياء وادراكها أما
المرحلة الاخيرة وهي المرحلة العلمية (الوضعية ) وهي ان الفكر البشرية ركز على
ضرورة التغيير عن طريق تبني العلم والتخصص والاهتمام بالصناعة مع حدوث تغيرات آخرى
من انماط السلوك الانساني والعلاقات وطبيعة التفاعل البناءات والنظم الاجتماعي
وعلاوة على ذلك تظهر تصورات كونت حول حقيقة التغير الاجتماعي عندما سعى لتقسيم
المجتمعات الى ثلاث اقسام وهي :المجتمع العسكري
الديني, الصناعي وسعى
كونت لوضح لنا ان كل مرحلة من هذه المراحل كانت فيها طبيعة التغيرواثاره مختلفة عن
الاولىوان كانت كل مرحلة فيها متعلقة بالاخرى.
2) هربرت سبنسر: تميزت
تصوراته عن التغيرلأنها أرتبطت بفكرة التطور البيولوجي والمماثلة بين الكائن
العضوي والمجتمع وجاءت هذه الاستعارة من علوم البيولوجيا وغيرها من العلوم
الطبيعية التي تسهم في فهم وادراك التغير بصورة ملحوظة سواء عن طريق الملاحظة او
التجربة كما اكد سبنسر ان هناك مجموعة من نواحي التشابه والاختلاف بين الكائن
العضوي والكائن
الاجتماعي من حيث البناء والوظيفة وذلك نظرا للنواحي البنائية الفيسيولوجية ووظائف
الاعضاء التي يقوم بها جميع مكونات هذه الكائنات سواء أكانت بيولوجية عضوية أو
اجتماعية بشرية ولقد تمثلت هذه لدى سبنسر في مجموعة كتاباته والتي اهتمت بالنواحي الواقعية
بجانب الوضعية النظرية كما سعى لتوضيح افكاره حول التغير والتطور عن طريق
اللامتجانس حتى يحدث نوع من التغير في مكونات هذا التغير نتيجة لحدوث خلل وضيفي
بين مكونات هذه البناءات وبين الوضائف التي تؤديها ويحدث تغير وإحلال واستبدال
وتجديد مستمر بين مكونات البنائية وايضا السيمات الوضيفية التي توجد فيه وهذا هو
جوهر التغير المستمر ولقد طرح تصوراته حول التغير في دراسته عن تطور المجتمعات
البشرية من المجتمعات العسكرية الى المجتمعات الصناعية .
ثانيا :النظريات
الدائرية :
على النقيض من
النضريات الخطية السابقه ويؤكد اصحاب هذه النظريات على ان التغير يسير في حركات
دائرية أو شبه دائرية أو قد تأخذ شكل تموجات قد تتجه صعودا وهبوطا بحيث تفسير
حركات هذه الدوائر أن التغير يبدأ من نقطة ثم ينتهي مع نهاية الدائرة أو شبه
الدائرة ليبدأ من جديد مرة آخرى وجاءت بعض النظريات الدائرية في التغير لتؤكد
بعضها على أن التغير يحدث في بناء أو نظام او مجتمع واحد والبعض الآخر يتصور أن
التغير قد يحدث في في جميع البناءات والنظم والمجتمعات في نفس الوقت ومن أهم من
يمثل هذه النظريات نظرية باريتو وسوروكن على سبيل المثال ويمكن الاشارة اليهم
بصورة موجزة كما يلي:
باريتو :
جاءت تصورات باريتو في
كتابه المميز العقل والمجتمع وحاصة عندما حاول أن يدرس نظريته عن دورة الصفوة
ومحاولا ان يفسر التاريح الانساني عن طريق فهمه لحدوث التغير الاجتماعي نتيجة حدوث
صراع بين الجماعات التي تسعي للحصول علي القوة السياسية كما تصور وجود نوعان
أساسيان من الصفوة الأولي تتمثل في الطبقة الحاكمة والتي يتمتع أفرادها بمراكز
عليا تؤهلهم لممارسة السلطة بصورة مباشرة وغير مباشرة والثانية الغير الحاكمة
والتي تتكون من الافراد الذين يحتلون اى مراكز للسلطة والقوة
سوروكن :
جاءت تحليلاته عن
دائرية التغير الاجتماعي في كتابه الديناميات الاجتماعية الثقا فية ويتصور وجود
التغيرات في عمليات خطية تأخذ الشكل الدائري او الشبه الدئري في كثير من الأ حيان
والتي تفسر عموما عمليات التغير في المجتمعات الانسانية وسعي لان يعزز تصوراته
بحدوث التغير الثقافي اللذي يعد أشمل من
التغير الاجتماعي عندما ميز بين ثلاث أنماط ثقافية عامة وهي التماثل والمثالي
والحسي .
ــــــــــــــــــــــــ
عبد الله عبد الرحمان
, تاريخ الفكر الاجتماعي , الاسكندرية , دار المعرفة 1998
عبد الباسط محمد محسن
مرجع سابق ص 554-526
المطلب الثاني:
مستوياته :
يؤكد العلماء أن
التغير يغتبر شيئ نسبي الحدوث ويمكن تقديره على طريق اتباع الاساليب المنهجية
وادوات جمع البيانات المتطورة التي تحصل على المعلوما ت اللازمة من الواقع الفعلى
التي تظهر في المجتمع .
وبالرغم من تعدد
النظريات سوء خطية أو احادية اتجاهات التغير أو عوامله أو اذا كانت نظريات دائرية
تنظر الى التغير على انه يتم في صور الدوائر أو شبه الدوائر أو المنحنيات الصاعدة
والهابطة كما ظهرت في تصورات سوروكن أو باريتو على سبيل المثال فالتغير الاجتماعي
تغير يحدث في العمليات والتفاعل والسلوك الاجتماعي المترتب على هذا التغير ذاته
ولكن يسعى العلماء لدراسة العلاقة بين التغير الاجتماعي والتغير الثقافي بالعتبار
الاول جزء يدخل في نطاق التغيرالثقافي الذي يوصف بأنه اكثر شمولا واتساعا ويتم
تحديد مستويات التغير الاجتماعي والثقافي عندما تظهر مجموعات أو نوع من الاخترعات
فتحدث العناصر الثقافية الجديدة نوع الخلل والارتباط داخل العناصر الثقافية التي
توجد في المجتمعات المستقبلة وعموما يمكن ان نطلق على عملية انتقال العناصر الثقافية
بالعملية الاضطرارية للتغير الثقافي وتشمل رؤية مراحل اساسية يتم خلالها معرفة
مستويات التغير وهي :
مرحلة انتشار السمة أو
العنصر الثقافي ويتم خلاله انتقال العناصر من الثقافة أو المجتمع الاصل
مرحلة عملية الصراع
الثقافي التي تحدث خلال عملية الصراع بين العناصر الجديدة
مرحلة التوافق وخلال
هذه المرحلة يحدث نوع من التوافق للعناصر الثقافية المتنوعة مع ثقافتها أو مجتمعها
الجديد
مرحلة الاقتصاد وفي
هذه المرحلة يتم استعاب العناصر الثقافية الجديدة داخل مكونات الثقافة أو
المجتمعات المستقبلة لها
ويمكن ان نلاحظ من
خلال تحديد مراحل العملية الاضطرارية للتغير الثقافي كيفية تحديد مستويات التغير
ذاته ويمكن ملاحظة هذا التغير ودراسته وهذا ما جعل عدد من العلماء يهتم بما يعرف
بالطابع للتغير ويمكن الاشاره اليه بإيجاز كما يلي :
الطابع الدوري للتغير
:
هناك اربع مراحل تحدث
الدورة الواحدة للتغير الاجتماعي وهي :
مرحلة الانطلاق
مرحلة التجديد
مرحلة التفكك
مرحلة التماسك وإعادت
التنظيم والتكامل
عموما تكشف مستويات
التغير الاجتماعي والتحليل المراحل العملية الاضطرارية لتغير الثقافي مدى إهتمام
علماء الاجتماع بدراسة التغير الاجتماعي وتحديد مستوياته حسب نوعية هذه المراحل
كما جاءت دراسة مستوى التغير الاجتماعي وطبيعة المراحل المكونة لعملية التغير
الثقافي لتوضيح حقيقة هامة هي : أن التغيير لا يحدث بصورة فجائية أو ثورية تقدمية
بصورة مستمرة أو يحدث بمعدلات بطيئة جدا ولكن يحدث بصورة نسبية حسب نوعية التغير
الذاته وحسب طبيعة بناءات الاجتماعية والنظم وإنساق التفاعل والعلاقات الاجتماعية
علاوة على اختلاف طبيعة المجتمعات ونوعية الثقافات التي يتم فيها بصورة خاصة عملية
التغير الثقافي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عاطف غيث علم
الاجتماع
المطلب الثالث :
معوقات التغير الاجتماعي :
للتغير الاجتماعي
مجموعة من العوامل التي تأدي الى حدوثه وإنتشاره يطلق عليها العوامل المسبب للتغير
وشملت هذه العوامل الجغرافية , التكنلوجية , والاقتصادية , والفكرية , والقادة أو
الزعماء , و وسائل الاتصال . في مقابل تلك العوامل توجد ايضا مجموعة من المعوقات ,
أو عدد من العوامل المعوقة لعمليات التغير الاجتماعي وهي :
بطء الاختراعات التكنولوجية : تعد
العوامل من أهم عوامل الانتاج التي يستعملها الانسان بالتطور والتقدم وعدم
الاهتمام بالتكنولوجيا من شأنه أن يحدث نوعا من الإعاقة للتغير الاجتماعي
والاقتصادي الشامل
عدم توفر الامكانات
المادية :
فعدم توفر رأس المال يعتبر عائقا كبيرا أمام التغير والتقدم خاصة أن الاختراعات
تحتاج الى نفقات مالية كبيرة وهذا مايحدث حاليا في عمليات غزو الفضاء الخارجي
عزلة المجتمع : تأدي
العزلة الاجتماعية وعدم الانفتاح الخارجي الى حدوث نوع من التخلف في كافة المجالات
.
الخوف من التغير
والمحافظة على القديم : يحدث في المجتمعات كثيرا من وجود العناصر
المحافضة التي تقف جامدة أمام عوامل التغير أو تحديث مجتمعها نتيجة للعقاعد
الجامدة وهذا ما ظهر خلال سيطرة الكنيسة على الدول الاوربيةو خلال العصور الوسطى
المسيحية وأدى الى تخلف اوربا عامة
عدم تجانس البناء
الاجتماعي تأثر مظاهر الاضطرابات والتفكك داخل المجتمعات والاختلافات السلالية ,
والطبيعية , والدينية ...الخ على حدوث كثير من العقبات امام الرؤغبة في التطور مع
عمليات التنمية والمشاركة .
المبحث الثالث : أهم
مفاهيم التغير و دورالمنهج المدرسي بالنسبة له وانعكاساته على الشباب العربي
المطلب الاول : أهم
المفاهيم المرتبطة بالتغير :
كشفت التحليلات
السابقة عن وجود كثير من المفاهيم التي ترتبط بالتغير الاجتماعي عن تحديده وتمييزه
ووضع تعريف محدد له وسنحاول تحديد العلاقة بين مفهوم التغير وعدد من المفاهيم
الآخرى .
التطور والنمو والتقدم
:
يوضح بوتومور في كتابه علم الاجتماع أن مفهوم التغير يتداخل مع مفاهيم مثل التطور
والنمو كما وجد من خلال تحليل تراث علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الآخرى أن
كثيرا من المفكرين قد يخلطو ما بين هذه المفاهيم ومفهوم التغير
مفهوم التطور والتغير:
يتناول بوتومور مفهوم التطور خاصة ان هذا المفهوم قد تم استعارته من نظريات التطور
البيولوجي التى ظهرت خلال القرن التاسع عشر وظهرت بوضوح في تحليلات مجموعة كبيرة
من علماء الاجتماع من أمثال هيربرت سبينسر سواء الاستاتيكا الاجتماعية أو كتابه
أسس علم الاجتماع حيث عقد نوع من المماثلة بين المجتمع والكائن الحي وبين النمو
الاجتماعي والنمو العضوي وإن كان لم يعرض كثيرا لمفهوم التطور الاجتماعي كما
استخدم تايلور في كتابه الثقافة البدائية مصطلح التطور حيث كان يرادف بين النمو و
التطور من حيث تحديد مراحل الحضارة وتطورها كما سعى وليم اوجبرن ليشير الى مفهوم
التطور عندما يميز بين النظريات البيولوجية والنظريات المختلفة في التطور
الاجتماعي . ولم يرفض( اوجبرن ) مفهوم التطور بصورة كاملة بقدر ما سعى للإشارة الى
ان المحاولات التي بذلت للكشف عن قونين الوراثة , التنوع والانتخاب , في تطور
النظم الاجتماعية , لم تتضمن إلا القليل من النتائج .
مفهوم النمو والتغير: وفي مواطن
آخرى اهتم عدد من العلماء الى استخدام مفهوم النمو بدلا من التطور وذلك عند
تحليلهم لعملية التغير التاريخي ولقد برر عدد من العلماء ان هذا التداخل يكشف عن
تداخل العديد من المفاهيم التي تفسر كل من التاريخ الطبيعي وبين التاريخ الانساني
, كما ان استخدام انمو لم يكن دائما مفهوما مقارنة بمفهوم التطور عند دراستهما
أواستخدامهما في دراسة الظواهر الاجتماعية ويشير مفهوم النمو حسب الاستعمال
العادي ( تفتح تدريجي ) أو النضج الكامل لعناصر
أو جزيئات سيئا ما و نجد أيضا مفهوم النمو قد يستخدم ليشير الى عملية التنمية
وخاصة عندما نحاول ان نعقد نوع من المقارنة الاقتصادي والتنمية وهذا ما ظهر في
تحليلات ماكس فيبر عندما سعى لإستخدام كلمة النمو والتنمية لدراسة عمليات معينة من
التغير الاجتماعي ومعرفة الظروف التاريخية ونوعية التفاعل والسلوك البشري
مفهوم التقدم والتغير
:
يوضح مفهوم التقدم على انه من المفاهيم التي تتداخل مع كل من النمو والتطور
والتغير وهذا ما يضهر بوضوح عندما نحلل كتابات كل من أوجيست كونت وسبينسر وان كانت
هناك بعض الجهود التي سعت للتميز بين التطور الاجتماعي والتقدم الاجتماعي ليشير
الى مدى امكانية استخدام العلوم السوسيولوجية لتقدم الجنس البشري ومعرفة هذا
التقدم عبر العصور التاريخية كما سعى هوبهاوس ليوضح العلاقة بين التطور والنمو
والتقدم عندما حلل طبيعة المعنى الدال على هذه المفاهيم وفي استخداماته واستخدامات
العديد من علماء الاجتماع حيث يقصد بمفهوم التطور باعتباره نوعا من النمو , ويقصد
بمفهوم التقدم الاجتماعي على انه نمو الحياة الاجتماعية والخصائص العامة التي يتصف
بها الجنس البشري وهذا ما ظهر عموما في كتاب هوبهاوس والتطور الاجتماعي والنظرية
السياسية ولكن كما يضيف هوبهاوس ان مهمة علم الاجتماع وعلماؤه يجب أن تكرس من أجل
تحديد المفاهيم التي تربط بين النمو والتطور والتقدم والتغير وذلك عن طريق تطوير
نظرياته واسهامه لنشاط المعرفة الانسانية وكشفه لعمليات التقدم الصناعي التي تحدث
في المجتمع .
المطلب الثاني : دور
المنهج المدرسي بالنسبة للتغير الاجتماعي
يقع هذا المنهج المدرسي
عبء كبير في توضيح اسباب التغير الاجتماعية والطبيعية والبشرية ومدى قوتها
وتأثيرها على المجتمع وتحديد انواع هذا التغير والدوافع التي أدت الى سيطرة كل نوع
من هذه الانواع على بعض المجتمعات دون غيرها , كذلك لابد للمنهج ان يعرض الامور
التي تعيق عملية التغير كي يدرك انه رغم وجود العديد من عوامل التغير الا انه قد
تفرض بعض القيود نفسها بحيث تقلل من امكانية حدوث هذا التغير او تحد من اثره على
الاقل ومن الامور التى يجب على المناهج المدرسية مراعاتها هى:
ان يهتم المنهج بما تعلمه الاطفال في داخل اسرهم
قبل التحاقهم بالمدرسة حتى يستطيع تصويب ماقد يكون لديهم من اخطاء.وان يراعي مستوى
النضج الذى وصل اليه التلميذ وحاجته وميوله,وبما ان دور المدرسة تربوي مكمل لدور
الاسرة فان على المنهج ان يتيح فرصا متنوعة امام المدرس تساعده على فهم اهم
المؤثرات التربوية ويستخدمها للتعرف على نواحي القوة والضعف في تلاميذه .
على المنهج ان يستغل على
المنهج ان يستغل علاقات التلاميذ بالاخرين خارج الاسرة كأساس هام في التوجيه
والتعليم وفي الوقت المناسب للنمو التلاميذ ويوجه المنهج المدرسي الى توسيع نطاق
اتصالاته وعلاقاته بالاشخاص والجماعات ويهيئ الفرص التي تساعد على فهم ما في
مجتمعه من نشاط واهداف فهما سليما بل ويتيح المنهج السليم فرصا متنوعة لملاحظة
الطفل في علاقاته خارج المدرسة وعلى أساس نتائج هذه الملاحظة يوجه الطفل توجيها
صحيحا يساعده على اكتساب السلوك السليم
ان يساعد المنهج
التلميذ على استخدام الاسلوب العلمي في التفكير حتى يستطيع مواجهة ما قد يعيقه من
مشكلات حياته في البيئة التي يعيش غيها وبالتالي يصبح التلميذ قادرا على التغير
وليس عقبة في سبيله .
ان تكون مرنة قابلة
للتعديل , فيجب أن تتغير المناهج بتغير الظروف التي تطرأ على المجتمع لتصبح
متماشية مع هذا التغير وليتظلة قائمة بوظيفتها كاداة سليمة لتربية الابناء وإلا
فإنها تكون مناهج متخلفة لا تصلح لهذا المجتمع بعد تغييره .
يجب أن يسهم المنهج في
تحقيق توعية المتعلمين لوجهة التغير بحيث يصبح لديهم اتجاها إجابيا نحو التغير
المنشود , من خلال توضيح مزايا التغير الاجابي البناء , ومن حيث تحقيق تقدم
المجتمع والارتفاع بمستوى معيشة الفرد . وإذا كان المنهج المدرسي يمكنه الاسهام في
تحقيق تكيف المتعلمين للتغير المرغوب فيه , أو يمكن تحقيق توعيتهم وإعدادهم للوقوف
ضد التغير الغير فيه فإنه يمكن كذلك التمهيد لتحقيق التغير المطلوب عن طريق تنمية
كل من تفكير العلمي والتفكير الناقد والتفكير الابداعي لدى المتعلمين.
المطلب الثالث : إنعكاساته
على الشباب العربي :
يشهد الوطن العربي
تغيرات وتحولات اجتماعية واسعة النطاق , وقد إنعكست هذه التغيرات على مختلف مكونات
البنية الاجتماعية والثقافية والعمرانية .وربما نستطيع القول بأن دراسات التغير
الاجتماعي في الوطن العربي قد تناولت عدة جوانب هامة خاصة قضايا الشباب ومن هذه
الجوانب نذكر مايلي :
الاتجاه : ليس هناك
شك ان الزعم بأن التغير في العالم العربي يسير في اتجاه واحد هو اتجاه التقدم
المستمر إلى ماهو افضل هو زعم لا تسانده الحقائق العلمية , فلم يعد هناك من يعتقد
بأن نظرية التقدم والتطور تصلح لتفسير إتجاهات التغير الاجتماعي ذلك نظرا لتعقد
المسائل المرتبطة بالتغيرات الاجتماعية والثقافية ومع ذلك فإنه يمكن القول أن هناك
تيارا عاما أو اتجاها عاما يتمثل في تزايد معدلات الانفتاح .
مصادر التغير
الاجتماعي : لعل أول ما نفكر فيه فيما يتصل بمصادر التغير الاجتماعي
فكرتي الاختراع والاكتشاف , وبخاصة الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والمخترعات
الحديثة في احداث تغيرات متصلة بأوضاع واتجاهات ومواقف للشباب في الوطن العربي
ونشير الى هنا الى ( الراديو, التلفزيون , الفيديو...) إلا أننا لانستطيع الزعم أن
التكنولوجيا هي المأثر الوحيد في التغير الاجتماعي وإنما هناك أيضا محددات اجتماعية
وثقافية التي قد تأثر احيانا بطريقة مباشرة , ولاتحتاج دائما الى الافصاح عن نفسها
من خلال التكنولوجيا . إن القيم الاجتماعية والحروب والقيادة الملهمة تلعب دورا
هاما فيما يتعلق بالتغير الاجتماعي واتجاهات الشباب خلال مختلف العصور .
حينما نتحدث عن التغير الاجتماعي
, إنما نعني بشكل أوضح التغير الثقافي , بمعنى أن
التغير الثقافي أوسع نطاقا من التغيرات في البناء والوظائف والتنظيم
الاجتماعي , إننا نقصد تلك التغيرا التي تتطرأ على كافة جوانب الحياة في المجتمع
ويتضمن ذلك الاسرة والدين والفن والفراغ ... بمعنى أن التغير في الجزء يؤدي الى
تغيرات في البناء الكلي
التغير ظاهرة
عامة في كافة المجتمعات لكن الذي يهمنا هو معدل وعمقه ومبلغ سرعته , فكل العصور قد
تكون عصور تغير اجتماعي , لكن هناك عصور تتميز بالتغير السريع , وهذا ينطوي على
نتائج عديدة بالنسبة للحياة الاجتماعية والانسانية .
تعتبر فترة
المراهقة والشباب أكثر مراحل العمر تأثرا بالتغيرات الاجتماعية
السريعة , التي تطرح اختيارات عديدة فيما
يتعلق بالالتزام بالحاضر والمستقبل . كما ان هذه التغيرات تعمل على وضع الشباب في
موقع يشعرهم بأن المجتمع الذي ينتمون إليه لا يمنحهم الوجيه الملائم للاختيار
الرشيد , وذلك كنتيجة لتغير البناء المعماري , وغموض الأدوار الجديدة , وارتفاع
معدلات الحراك الاجتماعي والجغرافي , والتحولات التي تطرأ على سلطة الكبار بعد أن
أصبحت خبراتهم غير ملائمة للمواقف الجديدة , ثم المكانة الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية التي اكتسبها الشباب في المجتمع المتغير وإذا أضفنا إلى ذلك كله , إنه
برغم تعاظم المكانة التي أصبح يشغلها الشباب في المجتمع الحديث , فإن الفرص التي
يمنحها المجتمع للشباب لكي يثبتوا ذواتهم ويؤكدوا نذجهم الاجتماعي محدودة وقليلة
بشكل ملحوظ . وجدير بالذكر هم أكثر تأثرا بنتائج التغيرات الاجتماعية السريعة ,
خصوصا من حيث العلاقة بين الاجيال , فهذه التغيرات تحدث تناقضا بين اتجاهات
الاجيال المختلفة , فهي عادة ما تكمن وراء الصراعات بين جيل الشباب من جهة وجيل
الكبار من جهة آخرى , إذ أن الآخير غالبا ما ينزع الى المحافظة على الأوضاع
القائمة , ومن ثم يرفض ويعارض كل ما هو جديد , على حين يشجع الشباب النتائج
المصاحبة للتغيرات الاجتماعية . وربما تفسر لنا هذه الصراعات أيضا ما يعنيه شباب
العصر من مشكلات يصفها الكبار على أنها إنحراف أو إغتراب .
الخاتمــة :
ونحلص الي القول الي
أن التغير هو معيار حقيقة الوجو د فالتغير موجود في كل مكان فبدلا من الكون المطلق
الذي آمن به الفلاسفة القدماء والذي تكون من صور وثوا بت أصبح الآن يقدم لونا من
الحياة غير متناه من حيث الحدود والأبعاد فالانسان اليوم يعيش في عالم مفتوح ومتنوع
خلافا لما عاشه في الماضي فيصبح معه لزاما علي المدرسة والمنهج والبيت أن يتكيفوا
مع التغيرات والتطورات الحاصلة في المجتمع .
احتاج بحث عن ما يحدثه التغير في المجتمع
ردحذفاشكركم جزيل الشكر بحث مستوفي كل اغاض البحث استفدت منه اتمنى التوفيق للباحث و للموقع كل الاحترام
ردحذفشكراً جزيلا لكم
حذفابحث عن دوافع او المحفزات
ردحذفمراحل التغير الاجتماعي
ردحذفابحث عن بحث حول التغير الاجتماعي وصراع الاجيال في الامجتمع الجزائري
ردحذفاعجبني استفدت منه شكرا لكم
ردحذفقائمة المراجع
ردحذفممكن بحث حول مجالات التغير الاجتماعي الاسرة السكان الاقتصاد التعليم
ردحذفالمراجع
ردحذفهل يوجد مراجع لهدا الموضوع ؟
حذف