البوني : 1063-1139هـ 1653-1726م

البوني : 1063-1139هـ 1653-1726م

هو أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد بن ساسي التميمي البوني ولد
ببونة المعروفة اليوم باسم عنابة بالشرق الجزائري من عائلة عريقة في
العلم و التصوف فقد آان جده محمد بن ابراهيم ساسي البوني من أبرز علماء
ومرابطي القرن الحادي عشر الميلادي، فقيها متصوفا، مسموع الكلمة لدى
العامة و الخاصة، آما آان والده أيضا من أآابر علماء بونة وصلحائها وممن
تشد إليهم الرحال لطلب العلم.
نشأ أبو العباس وتعلم ببونة، فأخذ العلم عن جماعة من آبار شيوخ
عصره منهم والده ، ويحي الشاوي (ت 1096 ه 1685 م) ، وعبد
الباقي بن يوسف الزرقاني و الخرشي و الشبرخيتي وخليل اللقاني وغيرهم
رحل إلى تونس ثم إلى المشرق فدخل مصر وقصد بعدها البقاع المقدسة فحج،
ثم عاد إلى مصر فتصدر للإقراء بالجامع الأزهر، وبعد مدة قفل راجعا
إلى الجزائر حيث تفرغ للتأليف و التدريس.
آان مفسرا، محدثا، راوية، مسندا، فقيها من فقهاء المالكية، له
مشارآة واسعة في مختلف علوم عصره، قال عنه صاحب "شجرة
النور": "الإمام العلامة المحقق الفهامة المحدث الراوية المسند الواعية"،
صاحب التآليف العديدة والأنظام الكثيرة.
أخذ عنه طلبة آثيرون منهم إبنيه أحمد زروق، ومحمد، وعبد
القادر الراشدي القسنطيني (ت 1194 ه 1780 م) ، ومحمد بن علي
الجعفري مفتي قسنطينة، آما أجاز آثيرين منهم الحافظ مرتضى الزبيدي
وحسن بن سلامة الطيبي، آما اجتمع به أبو زيد عبد الرحمن الجامعي
الفاسي ببونة، وأخذ عنه وأجازه، وترجم له في رحلته: "نظم الدرر المديحية
في محاسن الدولة الحسينية" وأثنى عليه فقال:"لما دخلتها يعني بونة
أممت دار الشيخ الرباني العالم العرفاني الذي بنيت هذه الرحلة المبارآة على
قواعد برآته أساسي أبي العباسي أحمد بن الولي الصالح البر الناجح أبي عبد
الله قاسم ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المعروف ساسي...فأقمت عنده
ينزهني في آل يوم في رياض تآليفه الحديثية و غيرها وينثر علي آل ساعة
من فرائد فوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها، وآنت أحضر أثناء
تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه...وإن تآليفه بلغت ما ينيف
على المائة ما بين مختصر ومسهب".
آان البوني غزير العلم ، واسع الاطلاع ، آثير التأليف وقد
نيفت مؤلفاته على المائة ، منها مجموعة آبيرة من
التآليف في الحديث الشريف ، نذآر من بينها : ( نظم الخصائص النبوية )و(
المستدرك على الحافظ السيوطي )و( نظم الشمائل ) و ( زاد المسير إلى دار
المصير )و( إظهار نفائس ادخاري المهيأة لختم آتاب البخاري ) و ( اختصار
مقدمة ابن حجر للفتح ) و ( فتح الباري في شرح غريب البخاري ) و (
الثمار المهتصرة في مناقب العشرة ) و ( نظم نخبة ابن حجر مسمى
بالدرر ) و ( نفخ الروانيد بذآر بعض المهم من الأسانيد ) و ( تخميس
القصيدة المسماة قرة العين بمدح الصحيحين لسيدي محمد ساسي ) و (تنوير السريرة بذآر أعظم سيرة ) و ( التيسير في إسنادنا في آتب جمع من التفاسير ) و ( طل السحابة في الصحابة ) .
من تآليفه الأخرى ( الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه ) و (
الظل الوريف في الحث على العلم الشريف ) و ( حث الوراد على حب الأوراد
) في ثمانية أجزاء و ( نور الشمعة المذهب لظلام أهل الرياء والسمعة )
و ( إعلام القوم بفضائل الصوم ) و ( النور الضاوي على عقيدة
الطحاوي ) و ( فتح المعيد بنظم عقيدة ابن دقيق العيد ) وغيرها آثير .
ومن مؤلفاته في التفسير وعلوم القرآن : 

( تحفة الأريب بأشرف غريب ) اختصر فيه غريب العزيزي للقرآن العظيم في نحو أربعة آلاف بيت و ( إرشاد الزمر لمعنى قوله تعالى " لاالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر " ) و ( إتحاف الأقران ببعض
مسائل القرآن ) ونظم في التوسل بسور القرآن ، و ( آشف الران عن قلب
قارئ قصيدة سور القرآن ) ونظم في الاختلاف في البسملة وأنها آية من
آل سورة أم لا . ونظم لغريب القرآن للإمام الجليل ابن عباس ،
ونظم غريب القرآن للإمام ابن جزي . و( الفتح القدسي بتفسير آيةالكرسي ) .
وقد ذآر أبو القاسم سعد الله أن له تفسيرا سماه ( 18 ) << الدرالنظيم في فضل آيات من القرآن العظيم >> وهو مخطوط ضمن مجموع رقم 406 ر بالمعرض الخامس لجائزة الحسن الثاني للمخطوطات 1973 بالمملكة المغربية .



18 ) تاريخ الجزائر العام ، ج 3 ، ص 177 ، معجم أعلام الجزائر ، ص 49 ، تاريخ الجزائر الثقافي ج 2 ص 18 )
، 68 ، فهرس الفهارس ، ج 1 ، ص 236 ، شجرة النور ، ص 329 تعريف الخلف ج 2 ص 522 ← 64 ،
التحفة المرضية، ص 77 ، الأعلام، ج 1 ، ص 189 ، معجم المؤلفين ، ج 2 ، ص 49 و 75 ، بروكلمان ، الذيل ،
. ( ج 2 ، ص 715 ( وفيه ولادته عام 1003 ووفاته 1103